المحكمة
الدستورية
العليا
المصرية قضية
رقم 36 لسنة 18
قضائية
المحكمة
الدستورية العليا
"دستورية" مبادئ
الحكم:
الرقابة على
دستورية
القوانين -
دعوى دستورية -
قاعدة قانونية
- قانون نص
الحكم باسم الشعب المحكمة الدستورية
العليا بالجلسة
العلنية
المنعقدة يوم
السبت 3 يناير سنة
1998 م، الموافق 5
رمضان سنة 1418 هـ برئاسة السيد
المستشار
الدكتور/ عوض
محمد عوض
المر رئيس المحكمة والسادة
المستشارين/
نهاد عبد
الحميد خلاف
وفاروق عبد
الرحيم غنيم
وسامي فرج
يوسف والدكتور
عبد المجيد
فياض وماهر
البحيري
وعدلي محمود
منصور وحضور السيد
المستشار
الدكتور/ حنفي
علي جبالي رئيس هيئة
المفوضين وحضور
السيد/ حمدي
أنور صابر أمين السر أصدرت
الحكم الآتي في القضية
المقيدة
بجدول
المحكمة
الدستورية العليا
برقم 36 لسنة 18
قضائية
"دستورية". المقامة من الشركة
العربية
لحليج
الأقطان ضد 1- السيد/ رئيس مجلس
الوزراء 2- السيد/
وزير الإدارة
المحلية
بصفاتهم 3- السيد/ محافظ
كفر الشيخ 4- السيد/
رئيس الوحدة
المحلية
لمدينة ومركز
دسوق الإجراءات بتاريخ 20 من
ابريل سنة 1996،
أودعت
المدعية
صحيفة هذه الدعوى
قلم كتاب
المحكمة،
طالبة الحكم
بعدم دستورية
قرار وزير
الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 بشأن
الرسوم
الموحدة
للمجالس المحلية
وسقوط المادة
الرابعة من
قانون إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية
الصادر بقرار
رئيس
الجمهورية
بالقانون رقم
43 لسنة 1979، وقرار
رئيس مجلس
الوزراء رقم 870
لسنة 1990. قدمت هيئة
قضايا الدولة
مذكرة طلبت
فيها الحكم
برفض الدعوى. وبعد تحضير
الدعوى،
أودعت هيئة
المفوضين
تقريرا
برأيها. ونظرت الدعوى
على النحو
المبين بمحضر
الجلسة، وقررت
المحكمة
إصدار الحكم
فيها بجلسة
اليوم. المحكمة بعد
الاطلاع على
الأوراق،
والمداولة. حيث إن
الوقائع - على
ما يبين من
صحيفة الدعوى وسائر
الأوراق -
تتحصل في أن
الوحدة
المحلية
لمدينة ومركز
دسوق، كانت قد
أوقعت حجزا
إداريا على
ممتلكات
المدعية -
الشركة
العربية
لحليج
الأقطان بمحلج
دسوق - وذلك
استيفاء
لمبلغ 44.460,37 جنيها يمثل
رسوما محلية
استحقتها هذه
الوحدة على
إنتاج
المدعية من
القطن الشعر
والبذرة عملا
بقرار وزير
الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 بشأن
الرسوم
الموحدة
للمجالس
المحلية؛ مما
حملها على أن
تقيم الدعوى
رقم 504 لسنة 1993 مدني
كلي دسوق،
طالبة في
صحيفتها
الحكم بعدم
الاعتداد
بالحجز الموقع
عليها بتاريخ
16/8/1993، واعتباره
كأن لم يكن،
مع إلزام
المدعى عليهم
من الرابع إلى
السابع بصفتهم
بالرسوم
المحجوز من
أجلها. وقد قضي
في هذه الدعوى
بعدم اختصاص
المحكمة
بنظرها وإحالتها
إلى محكمة
دسوق
الجزئية،
وقيدت لديها برقم
554 لسنة 1994 مدني جزئي
دسوق. وأثناء
نظرها، دفعت
المدعية بعدم
دستورية قرار
وزير الإدارة
المحلية
المشار إليه،
وصرحت محكمة
الموضوع لها
باتخاذ
إجراءات
الطعن بعدم
الدستورية،
فأقامتها. وحيث إن
المدعية تذهب
إلى أن قرار
وزير الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 المشار
إليه، كان سند
الجهة
الإدارية في
طلبها الرسوم
المحجوز من
أجلها، إلا أن
هذا القرار لم
ينشر في
الجريدة
الرسمية ولا في
الوقائع
المصرية، بالمخالفة
لنص المادة 188
من الدستور التي
تقضي بأن تنشر
القوانين في
الجريدة
الرسمية خلال
أسبوعين من
يوم إصدارها. ويعمل بها
بعد شهر من
اليوم التالي
لتاريخ
نشرها، إلا
إذا حددت لذلك
ميعادا آخر.
وأضافت
المدعية إلى
ما تقدم
قولها، بأن
إغفال نشر
القرار المطعون
فيه، مؤداه
ألا يكون
نافذا، وامتناع
سريانه على
المخاطبين
بأحكامه باعتبارهم
أغيارا
بالنسبة
إليه، ولا يجوز
بالتالي
تحميلها
بأعباء مالية
لم تدخلها في
حسابها، ولم
تحصلها من
شركات تجارة
وتصدير الأقطان
التي تفيد من
خدماتها. وحيث إن
المصلحة
الشخصية
المباشرة - وهي
شرط لقبول
الدعوى
الدستورية -
مناطها توافر
علاقة منطقية
بينها وبين
المصلحة التي
يقوم بها
النزاع الموضوعي،
وذلك بأن يكون
الفصل في
المسائل
الدستورية التي
تدعى هذه
المحكمة
لإصدار حكمها
فيها، لازما للفصل
في الطلبات
الموضوعية
المرتبطة
بها؛ وكان
المدعي قد طعن
أصلا على قرار
وزير الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 مدعيا
أنه لم ينشر؛
وكانت المادة
الرابعة من
مواد إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية
الصادر بالقرار
بقانون رقم 43
لسنة 1979، تحيل
إلى هذا القرار،
وتجيز لمجلس
الوزراء
تعديل الرسوم
المحلية
المنصوص
عليها فيه من
خلال زيادة
فئاتها؛ وكان
قرار رئيس مجلس
الوزراء رقم 870
لسنة 1990 قد عدل
بالزيادة من
مقدارها، فإن
مصلحة المدعي
الشخصية
والمباشرة،
تمتد إلى
القرار الأصلي
المطعون
عليه، وإلى كل
قرار آخر صدر
بناء عليه،
وكان مرتبطا
به ارتباطا لا
يقبل التجزئة. وحيث إن
الدولة
القانونية -
وعلى ما تنص
عليه المادة 65
من الدستور - هي
التي تتقيد في
ممارستها
لسلطاتها -
أيا كانت
وظائفها أو
غاياتها -
بقواعد
قانونية تعلو
عليها،
وتردها على
أعقابها إن هي
جاوزتها، فلا
تتحلل منها،
ذلك أن
سلطاتها هذه -
وأيا كان
القائمون عليها
- لا تعتبر
امتيازا
شخصيا لمن
يتولونها،
ولا هي من
صنعهم، بل
أسستها إرادة
الجماهير في
تجمعاتها على
امتداد
الوطن،
وضبطتها
بقواعد آمرة
لا يجوز
النزول عنها. ومن ثم
تكون هذه
القواعد قيدا
على كل
أعمالها وتصرفاتها،
فلا تأتيها
إلا في الحدود
التي رسمها
الدستور،
وبما يرعى
مصالح
مجتمعها. وحيث إن
مضمون
القاعدة
القانونية التي
تعتبر إطارا
للدولة
القانونية،
تسمو عليها وتقيدها،
إنما يتحدد -
من منظور
المفاهيم الديموقراطية
التي يقوم
نظام الحكم
عليها على ما تقضي
به المواد 1 و3 و4
من الدستور -
على ضوء
المعايير التي
التزمتها
الدول الديموقراطية
في ممارستها
لسلطاتها،
واستقر العمل
فيما بينها
على انتهاجها
باطراد في
مجتمعاتها،
فلا يكون
الخضوع لها
إلا ضمانا
لحقوق
مواطنيها وحرياتهم،
بما يكفل
تمتعهم بها أو
مباشرتهم لها
دون قيود
جائرة تنال من
محتواها أو
تعطل جوهرها. وحيث إن
إخطار
المخاطبين
بالقاعدة
القانونية
بمضمونها،
يعتبر شرطا
لإنبائهم
بمحتواها؛
وكان نفاذها بالتالي
يفترض
إعلانها من
خلال نشرها،
وحلول الميعاد
المحدد لبدء
سريانها؛
وكان ذلك
مؤداه أن دخول
هذه القاعدة
مرحلة التنفيذ
مرتبط
بواقعتين تجريان
معا
وتتكاملان -
وإن كان تحقق
ثانيتهما
معلق على وقوع
أولاهما - هما
نشرها
وانقضاء
المدة التي
حددها المشرع
لبدء العمل
بها؛ فإذا لم
تتابعا على
هذا النحو،
وكان من
المقرر أن كل
قاعدة
قانونية -
سواء تضمنها
قانون أو
لائحة - لا يجوز
اعتبارها
كذلك، إلا إذا
قارنتها
صفتها الإلزامية
التي تمايز
بينها وبين
القواعد
الخلقية، فإن
خاصيتها هذه
تعتبر جزءا
منها، فلا تستكمل
مقوماتها
بفواتها. وحيث إن ما تقدم
مؤداه، أن نشر
القاعدة
القانونية
ضمان لعلانيتها
وذيوع
أحكامها
واتصالها بمن
يعنيهم
أمرها،
وامتناع
القول بالجهل
بها؛ وكان هذا
النشر يعتبر
كافلا وقوفهم
على ماهيتها
ونطاقها،
حائلا دون
تنصلهم منها،
ولو لم يكن
علمهم بها قد
صار يقينيا، أو
كان إدراكهم
لمضمونها
واهيا؛ وكان
حملهم قبل
نشرها على
النزول عليها
- وهم من
الأغيار في
مجال تطبيقها
- متضمنا
إخلالا بحرياتهم
أو بالحقوق التي
كفلها
الدستور، دون
التقيد بالوسائل
القانونية التي
حدد تخومها
وفصل
أوضاعها، فقد
تعين القول
بأن القاعدة القانونية
التي لا تنشر،
لا تتضمن
إخطارا كافيا
بمضمونها ولا بشروط
تطبيقها، فلا تتكامل
مقوماتها التي
اعتبر
الدستور
تحققها شرطا
لجواز التدخل
بها لتنظيم
الحقوق
والحريات على
اختلافها.
وعلى الأخص ما
اتصل منها
بصون الحرية
الشخصية،
والحق في
الملكية. وحيث إن من
المقرر أن كل
قاعدة
قانونية لا
تكتمل في
شأنها
الأوضاع
الشكلية التي
تطلبها
الدستور
فيها، كتلك
المتعلقة
باقتراحها
وإقرارها
وإصدارها
وشروط
نفاذها، إنما
تفقد
مقوماتها
باعتبارها
كذلك، فلا
يستقيم
بنيانها؛
وكان تطبيقها في
شأن
المشمولين
بحكمها - مع
افتقارها
لقوالبها
الشكلية - لا
يلتئم ومفهوم
الدولة
القانونية التي
لا يتصور
وجودها ولا
مشروعية
مباشرتها
لسلطاتها،
بعيدا عن
خضوعها
للقانون
وسموه عليها باعتباره
قيدا على كل
تصرفاتها
وأعمالها، فإن
تطبيق القرار
المطعون فيه
قبل نشره،
يزيل عن القواعد
القانونية التي
تضمنها،
صفتها
الإلزامية،
فلا يكون لها
قانونا من
وجود. وحيث إن
القول بأن
القواعد
القانونية التي
لا نفاذ لها،
لا تضر بأحد
لامتناع
تطبيقها،
مردود أولا:
بأن الرقابة التي
تباشرها هذه
المحكمة في
شأن الشرعية
الدستورية، تستنهضها
تلك النصوص التي
جرى تطبيقها في
شأن
المخاطبين
بها سواء
قارنتها
عندئذ أو زايلتها
قوة نفاذها،
إذ يعتبر إخضاعهم
لها، تدخلا
فعليا Interference Actual في
شئونهم،
ملحقا ضررا
باديا، أو
محتملا بمصالحهم،
فلا تكون الأضرار
التي أحدثتها
تصورا نظريا. ومردود ثانيا: بأن
الدعوى
الدستورية لا تقيمها
خصومة لا تزال
عناصرها في
دور التطور،
فلا يكون
نضجها مكتملا Ripeness ولا شأن لها
كذلك بنزاع
صار الفصل فيه
عقيما مجردا
من كل فائدة Mootness. ولا
يجوز بالتالي
أن تتعلق
الخصومة
الدستورية بنصوص
قانونية كان
تطبيقها
متراخيا، فلم
يحن بعد أوان
إعمالها Pre-enforcement Allegations؛ ولا بنصوص
قانونية طال
إهمالها بما
يفيد إرادة التخلي
عنها بعد
نشرها. فإذا
كان فرضها
لحمل
المخاطبين
بها على
التزامها،
واقعا قبل
نشرها، أخل
سريانها في
شأنهم
بالحقوق
والمراكز
القانونية التي
مستها، فلا يكون
رد العدوان
عليها عملا
مخالفا
للدستور. وحيث إن مؤدى ما
تقدم، مخالفة
القرار المطعون
فيه لنص
المادتين 64 و65
من الدستور. وحيث إن
المادة
الرابعة من
مواد إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية
الصادر
بالقرار بقانون
رقم 43 لسنة 1979،
تحيل إلى قرار
وزير الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 -
المطعون فيه -
من خلال
فقرتين تقضي
أولاهما
بالعمل
بالنصوص التي
تضمنها في شأن
الموارد
والرسوم
المحلية،
وذلك حتى تحدد
هذه الموارد
والرسوم طبقا
للأحكام
الواردة في
القانون
المرافق؛
وتخول
ثانيتهما
مجلس الوزراء
- بناء على عرض
الوزير
المختص
بالإدارة المحلية
- زيادة
الرسوم
المشار إليها
بما لا يجاوز
مثلي فئاتها
المنصوص
عليها في قرار
وزير الإدارة
المحلية
المطعون عليه. وحيث إن
رئيس مجلس
الوزراء -
واستنادا منه
لهذا القرار وللفقرة
الثانية من
المادة 4 من
مواد إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية - قد
أصدر قراره
رقم 870 لسنة 1990
متضمنا زيادة
الرسوم
المحلية التي
تضمنها
القرار
المطعون فيه،
دون أن يعني
ببيان أصلها
حتى يمكن
إسناد
الزيادة
إليها؛ وكان
ذلك مؤداه أن
قانون نظام
الإدارة المحلية
وقرار مجلس
الوزراء، وإن
أحالا إلى النصوص
التي تضمنها
القرار
المطعون فيه،
إلا أن
مضمونها ظل
خافيا على
المخاطبين
بها لتجهيلهم
بها. وحيث إن
قضاء هذه
المحكمة بعدم
دستورية هذا القرار،
مؤداه إبطال
النصوص التي
احتواها،
وكذلك سقوط ما
ارتبط بها من
أحكام لا تقبل
التجزئة
تضمنتها
المادة
الرابعة من
مواد إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية
وقرار رئيس مجلس
الوزراء
المشار
إليهما،
لتعلقهما بمحل
معدوم وجودا،
فلا تقوم لهما
به قائمة. فلهذه الأسباب حكمت
المحكمة: أولا: بعدم
دستورية قرار
وزير الإدارة
المحلية رقم 239
لسنة 1971 بشأن
الرسوم
الموحدة
للمجالس
المحلية. ثانيا: بسقوط
الأحكام التي
تضمنتها
المادة
الرابعة من
قانون إصدار
قانون نظام
الإدارة
المحلية
الصادر
بالقرار بقانون
رقم 43 لسنة 1979
وكذلك تلك التي
احتواها قرار
رئيس مجلس
الوزراء رقم 870
لسنة 1990. ثالثا:
بإلزام
الحكومة المصروفات
ومبلغ
مائة جنيه
مقابل أتعاب
المحاماة. العودة للصفحة الرئيسية |